مما راق لي
جفاني بعدَ وَصلٍ بالسّؤالِ **فكيفَ القلبُ يُمليهِ سلامِي
قَصدتُ الدّارَ يمنعُني حياءُ** فجاءَ الرَّدُّ فخراً بانهزامِي
غـــريب ٌ بيْدَ أنّي لا أراهُ **بعيــداً إنّما وصــلٌ لـــرامِي
غريب ٌجئْتُ أُحيِ فيك دربي** فجال النورُ بدَّلَ من ظلامي
حللّتُ بدار أهلِ الفضلِ ضيفا** فزاد الجودُ من فحوى غرامِي
وكيفَ الفضلُ أن يُنسى ويُمحى** وتمرُ الأرضِ يعلو في طعامي
وإن قـــدّمتُ فكراً أو حواراً **يروم القوم عــرضاً في خصامي
وإن أعربتُ عن ذكرى وبلوى** أُقابلُ باحتســــابٍ في ملامي
غريبٌ لا أنادى بانتســـابٍ **ولا في القـــوم زعمٌ من مهامي
فلا صِهــرٌ ولا نَسبٌ قريـــبُ **ولا خـــالٌ ولا عـمٌ بشامـــي
وأبٌّ قد توارى في التراب **فأذكـــرهُ بذكرٍ من قيامـــي
غريـــب في الديار وقد تغنـى **بحب القوم نبرٌ من كلامي
فأنَّى للعـــداءِ وليـس إلا **دبيبُ الشوقِ يَنْبُتُ من عظامي
وأنَّى للنـــزاع وقد تجلى **حفيفُ الصفحِ يَمْلُكُ من زمامي
غريبٌ إي وربـــي في الديار** قريــبٌ وصلهُ يعلو مسامي
فحبُ الدارِ عرَّفَ من ودادي** وحبُ الجارِ أعلى من مقامي
ولا استنَّ وصلاً بانكساري **عزيز النفس عرقا في فطامي
فلا تشتــد عنفا أو ضرارا **ولا تستــاك سهما من سهامي
وإن أعياك ضيــــفا فى سماءٍ** تمــهلْ لا أُخلَّــدُ في دوامــي